مقدمة:
تؤدي الألوان دورًا أساسيًا في عالم التصميم المعماري، يتجاوز كونها عنصرًا جماليًا إلى كونها وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية، والانسجام البيئي، والتأثير النفسي العميق.
فمن خلال اختيار لون معين لمبنى ما، يختار المعماري لغة تواصل خاصة، تمتد جذورها إلى الفهم العميق لكيفية استجابة البشر للألوان، سواء كان ذلك في تعزيز الهدوء في المساحات الطبية من خلال استخدام الألوان المريحة مثلاً، أو استحضار الفخامة باستخدام الألوان الدافئة في الفراغات العامة.
في هذا المقال، سنتحدث كيف يمكن للألوان أن تغير شعور المستخدمين، وتزيد من كفاءة المباني، وتُعبر عن هويات ثقافية متنوعة.
عبر هذه الرحلة، نتعرف على بعض الأمثلة المعمارية العالمية والعربية التي نجحت في توظيف الألوان كعنصر تصميمي فعال، مما يجعل العمارة ليست مجرد مبانٍ، بل تجارب حسية مفعمة بالحياة.
تختلف دلالات الألوان ورمزيتها من مجتمع لآخر وذلك بحسب:
- التاريخ والتراث:
فمعاني الألوان تتأثر بالتاريخ والحضارات القديمة لكل شعب.
- الدين والفلسفة:
للمعتقدات الدينية والفلسفية تأثير على تفسير الألوان، فمثلا يعتبر اللون الأزرق رمزاً للسماء والخلود في العديد من الديانات.
- الطبيعة والمناخ:
تلعب البيئة الطبيعية دوراً هاماً في تكوين هذه المعاني، فالألوان الموجودة في الطبيعة المحيطة بشعب ما غالباً ما ترتبط بمشاعر وأفكار معينة.
وكمثال على هذه الاختلافات:
- اللون الأبيض: يرمز في الغرب إلى النقاء والبراءة، بينما يرتبط بالموت والحزن في بعض الثقافات الآسيوية.
- اللون الأحمر: يرمز إلى الحب والشغف والخطر في الغرب، بينما يعتبر لوناً محظوظاً في الصين.
- اللون الأسود: يرمز إلى الحداد والشر في الغرب، بينما يرمز إلى القوة والسلطة في بعض الثقافات الأفريقية.
كيف يمكن استخدام هذه الدلالات في التصميم المعماري؟
لا بد للمصمم من احترام التنوع الثقافي عند تصميم مبنى في بيئة ثقافية معينة، فيجب مراعاة المعاني المحلية للألوان لتجنب أي إساءة فهم أو مدلول خاطئ.
كذلك يمكن لاستخدام الألوان إنشاء تجربة حسية فريدة للمستخدمين، مستوحاة من الثقافة المحلية.
كما أن للألوان دور كبير في تعزيز الهوية الثقافية لمكان ما، وربط الناس بتاريخهم وتراثهم.
كيف يمكننا اختيار الألوان المناسبة لفراغاتنا المعمارية؟؟؟
_ تضفي الألوان الجو المريح للانسان في الفراغ الداخلي من الوجهة النفسية وترفع من طاقته الانتاجية، ويقلل من الشعور بالتعب.
_ تعكس الألوان الوجهة الجمالية للمصمم في خلق فراغ بيئي جميل.
_ تؤثر الألوان في نوعية وكمية الانارة ويمكن أن تحسن من شروط الرؤية.
يتم اختيار اللون حسب طبيعة ووظيفة الفراغ المعالج، وكذلك توجيهه وحجمه، مع الأخذ بعين الاعتبار تقبل الإنسان لهذه الألوان وإحساسه بها وهذا يختلف حسب العمر، فاللون بالنسبة للأطفال الذين لا يزيد عمرهم عن 5 سنوات يعتبر أكثر تأثيرا من الشكل.
وينصح الأخصائيون النفسيون بتعدد اللون ضمن العناصر المعمارية، ففي صالات التدريس والعمل تختار الألوان الهادئة، بينما تختار ألوان أكثر قوة في الأماكن ذات الاستعمال الأقل كعناصر التوزيع والخدمة.
المساحات الملونة بألوان هادئة تعطي انطباعا بكبر حجمها (كاللون الأبيض والفضي) وعلى العكس فإن الألوان الحارة تعطي انطباعا بصغر الحجم عن واقعه (كالألوان غامقة للسقف لاعطاء الشعور بالتقليل من ارتفاعه).
كذلك يتأثر اختيار اللون بحسب جهة الفتحات للفراغ المعالج ففي الأماكن ذات الإنارة الطبيعية الضعيفة ينصح بألوان حارة وكاشفة، أما الألوان ذات الطبيعة الباردة فتنتقى للأماكن التي تدخلها أشعة الشمس لفترات طويلة.
وبالنسبة للأرضيه فإنه لا ينصح باختيار ألوان قاتمة مع عناصر تزيينية كثيرة، أما سطوح العمل "الطاولات" فيجب ألا تشكل تبايناً كبيراً مع أوراق الكتب والدفتر أو مع الأرضية ويختار لألواح التدريس في المدارس والجامعات ألوانا غير لامعة تشكل مع ألوان الكتابة تضادا يساعد في عملية الرؤيا الجيدة.
يشير بعض الباحثين إلى أن الألوان الرئيسية التي تؤثر على جسم الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس القزح، كما أن هناك ضرورة للتعرض لأشعة الشمس بصوره مناسبه لأن الشمس تعطي ألوان الطيف السبعة وبها طاقات معينه غير موجودة في أي شيء اخر.
نذكر هنا بعض التأثيرات النفسية للألوان الأساسية المعروفة بحسب الأخصائيين النفسيين على سبيل المثال:
اللون البرتقالي: الزاهي يزيد من الإحساس بالحيوية والنشاطـ، ويحفز الأنشطة العقلية، ويعزز الذاكرة، ويصل بالمستخدم للإبداع، وهو يعالج الاكتئاب ويعطي إحساساً زائداً بالثقة في النفس، ويمنح الشعوربالدفء ويشير الباحثون إلى تقديم الأطعمة للطفل ذات اللون البرتقالي إذا كان فاقداً للشهية، كما يمكن زيادته في ملابس الطفل لمعالجة الخمول والكسل.
ولا يستخدم للأشخاص الذين لديهم نزعة للعُنف والعدوانية، لأنه من الألوان عالية الطاقة، التي يصدر عنها ذبذبات تُزيد من حركة ونشاط الخلايا.
اللون الوردي: يفضل استخدامه في غرف الأطفال الذين لديهم نشاط زائد وفرط حركة أو ميول عدوانية، لأنه يعمل على تهدئة وارتخاء أعصابهم، وهو يساعد في تخفيف حدة الأرق.
ولأنه يبعث على الانسجام وتلطيف الأحاسيس، فإنه يُمثل اللون المثالي لدهان قاعات الاجتماعات في المدارس.
اللون الأزرق: يحد من التوتر العصبي ويعمل على تحفيز الابداع، والشخصيات التي تكون عصبيةً وعنيفةً يمكن اختيار اللون الأزرق لتهدئتها والسيطرة على انفعالاتها.
ولكن قد يزيد من مشاعر الاكتئاب، لهذا ينصح باستخدامه باعتدال، ولا يفضل المذاكرة في غرفة بهذا اللون لأنه سيجلب الشعور بالنعاس.
وبشكل عام هو لونٌ مُفضّل ومُحبّب للنفس الإنسانية وأفضل درجات الأزرق تأثيرًا ما تتجه إلى الفواتح، وتبعد عن الغوامق.
اللون الأصفر: هو أكثر الألوان تأثيراً على الذاكرة، لأنه يرتبط بالشمس وأشعتها ويدخل إلى النفس مشاعر من التفاؤل والبهجة، وينشط العقل، ويصفي الذهن، وينشر طاقته الإيجابية عبر التيارات المغناطيسية التي تؤثر على الجهاز الليمفاوي.
ومع ذلك فإنه إن زاد عن اللازم فإنه يؤدي إلى الشعور بالاجهاد، وهذا ما يفسر أنه غالباً ما نستخدم هذا اللون للرسائل التحذيرية, فهو يُصنَّف ضِمن أشد الألوان إيقاعــًا في الذاكرة.
واللون الأصفر المفضل هو الذي يتراوح بين لون الأوراق الساقطة في فصل الخريف ذات اللون الغامق، ولون ثِمار الليمون ذات اللون الفاتح اللامع، وتأثيراته تتفاوت حسب درجاته، فهو في مستواه المُعتدل والمُريح يساعد على تَوليد الروح المعنويّة ودعمها.
اللون الأخضر: وثيق الصِلة بالنماء والإقبال على الحياة، ويبعث على الأمل والراحة في النفس، ويزيد من الطاقة، واللون الأخضر يُعَدُّ من أكثر الألوان إراحة للنظر لذلك يستخدمه المصممون في المستشفيات عادة.
ورؤيته في الطبيعة أفضل بكثير من رؤيته على الحوائط والأسقف، لذا يُفضل توسيع نطاق الأماكن المزروعة بالنباتات والحشائش في الأبنية والمناطق المحيطة بها، فهذا لا يُفيد نفسيــًا وكفى، ولكن أيضًا يُفيد بدنيــًا وصِحيــًا، بتنظيف البيئة من المُلوِّثات والعوالق المُختلفة.
ويمكن الاستعانة باللون الأخضر للكتابة على اللوحات الجدارية، كونه من أكثر الألوان ثباتاً في الذاكرة، ولكنه لا يناسب أماكن العمل التي تحتاج إلى بذل مجهود ذهني أو جسمي.
واللون الوحيد الذي يعطي الانسان طاقة ايجابيه 100% هو اللون الأخضر، لكن ليس كل درجات الأخضر فقط الأخضر الزرعي.
الأحمر: يزيد من المشاعر العدوانية لدى الطفل، ويزيد من القلق والتوتر والضيق، وبإمكانه توليد مشاعر التهديد، أو فرط الطاقة، اعتماداً على شدة التحفيز التي يسببها، وكانت دراسة علمية حديثة قد أشارت إلى أن الذين يُعانون من عيوب في الحركات التنسيقية، يُفضَّل عدم جلوسهم في حُجرات ذات ديكور أحمر، أو يرتدون ملابس ذات لون أحمر.
لذلك يستخدم للدلالة على مناطق يُحظر الاقتراب منها، خاصة أنه مُرتبط في الأذهان بخطر عبور المُشاة في الطُرق العامة، وهو يُصنَّف على رأس الألوان العالية الطاقة، حيث يصدر عنه في وجود مصدر ضوئي تيَّارات كهرومغناطيسية تؤدِّي إلى زيادة الحركة والنشاط، وهو ملفت للأنظار يستدعي الانتباه بشكل سريع، ومن أكثر الألوان دفئاً وحرارة.
يناسب الأماكن الخاصة للعب الأطفال، ويذكر أنه يجب تجنبه في غرف النوم خصوصاً للأطفال الذين يعانون من الأرق.
البنفسجي:عند وجود هذا اللون في غرفة مذاكرتك أو مكتب عملك فإن هذا من شأنه أن يجعلك يقظًا، وهو يبعث على الهدوء والتفكير العميق والحكمة.
اللون الأبيض: هو اللون الذي يدلّ على النقاء والفرح والسلام والهدوء، وأكثر من قد يستفيد من الخَصائص النفسيّة للون الأبيض فئة الأطبّاء والعامِلين والقائمين على المجال الطبيّ لِما يبعثه من مَشاعر الرّاحة، والأمل، والتفاؤل، والشفاء في نفوس المرضى، كما يعطي إحساسا بأجواء نظافة المكان الذي نتلقى فيه العلاج، وهو لونٌ ناصع يَمتلك خاصية الانعكاس لجَميع الألوان والموجات الضوئية الساقطة عليه، كما أنّ له تأثيرٌ فعّال في عمليّة استرخاء الأعصاب وتهدِئتها.
اللون الأسود: هو لونٌ قاتم ومُعتم، لا يَعكسُ أيّ موجةٍ ضوئيّةٍ مُلوّنة تسقط عليه؛ فهو يَمتصّ جميع ألوان الطيف التي تُوجّه إليه ممّا يُضفي حالةً من الغموض على شخصيّة الفرد، واللون الأسود في مُعظم حالاته يوحي بالكآبة، إلا أنّه من الجَميل استعماله بُملازمته للون الأبيض كونه يؤدّي لخلق التناقض الفنّي الذي يبعث على الجمال، وهو يعطي إحساساً بالقوة والثقة بالنفس.
- ويعتبر استعمال الألوان الزاهية طريقة فعالة لخلق بيئة ممتعة، وبشكل عام يميل الأطفال للألوان الواضحة بنسبة أكبر من الألوان الباهتة اما إذا كانت الغرفة للنوم والمذاكرة معا فمن الضروري ان تكون الوانها فاتحة.
أما في الفراغات الخارجية:
· الواجهات والمباني العامة: في البيئات الحارة، يُفضل استخدام الألوان الفاتحة لتعكس الحرارة، مثل الأبيض والأصفر الفاتح، كما هو الحال في مدن البحر الأبيض المتوسط. وفي المقابل، تستخدم الألوان الداكنة في المناخات الباردة لامتصاص الحرارة.
· المساحات العامة كالساحات والحدائق: الألوان الطبيعية المتناغمة مع البيئة، مثل الأخضر والبني، تعزز التناغم بين التصميم المعماري والطبيعة المحيطة.
الألوان في العمارة المستدامة - أكثر من مجرد جماليات - :
تلعب الألوان دوراً حيوياً في العمارة المستدامة، فهي لا تقتصر على الجانب الجمالي، بل تمتد لتؤثر على وظائف المبنى وكفاءته.
تأثير الألوان على الطاقة والاستدامة:
انعكاس الحرارة بسبب استخدام الألوان الفاتحة التي تعكس أشعة الشمس وتقلل من امتصاص الحرارة في المبنى، يقلل من الحاجة إلى التكييف ويوفر الطاقة.
بينما من جهة أخرى يمكن عزل المبنى حرارياً باستخدام بعض الألوان الداكنة، خاصة عندما تستخدم على الأسطح الخارجية المختلفة، حيث يمكنها أن تمتص الحرارة وتستخدمها لتدفئة المبنى في فصل الشتاء، مما يقلل من الاعتماد على التدفئة.
ولا ننسى دور الإضاءة الطبيعية في تحسين أداء المبنى حيث أن استخدام الألوان الفاتحة في الداخل يعكس الضوء الطبيعي ويقلل من الحاجة إلى الإضاءة الاصطناعية.
الألوان وعلاقتها بالمواد المستدامة:
الألوان الطبيعية أو الألوان المستخلصة من مواد طبيعية مثل النباتات والأرض هي أكثر استدامة من الألوان الصناعية.
بينما الألوان المصنوعة من مواد معاد تدويرها يمكنها التقليل من النفايات.
ولا شك أن ما يسمى اليوم بالتصميم البيوفيلي يخلق شعوراً بالاتصال بالبيئة ويحسن الصحة النفسية، ويؤدي إلى التقليل من التوتر فالألوان الهادئة والطبيعية تساعد على تقليل التوتر والقلق وتحسين التركيز والإنتاجية، وذلك بفضل الارتباط بالطبيعة واستخدام الألوان المستوحاة من الطبيعة (الأخضر، الأزرق، البني)، وهذا النهج ليس جديداً إطلاقاً، حيث أن العمارة التقليدية مليئة بصور ونماذج من هذه المدرسة بمختلف مفاهيمها، وهذا موضوع يحتاج إفراد بحث طويل حوله...
ولا شك أن هذه المفاهيم يتم تطبيقها في كثير من المشاريع المعروفة اليوم بشكل واعد مثل:
- الأسطح والجدران الخضراء، واستخدام الألوان الفاتحة على الأسطح في البلاد ذات المناخ الحار أغلب أوقات السنة لتعكس الحرارة وتزيد من كفاءة العزل الحراري.
- الواجهات الزجاجية، حيث يستخدم أحياناً الزجاج الملون عالي الأداء لعزل الحرارة، مع الحفاظ على الإضاءة الطبيعية.
- الأسطح الداخلية التي يستخدم فيها الألوان الفاتحة لخلق مساحات مضاءة بشكل جيد وتقليل الحاجة إلى الإضاءة الاصطناعية.
وخلاصة القول إن اختيار الألوان في العمارة المستدامة ليس قراراً عشوائياً، بل يتطلب دراسة متأنية لعوامل مثل المناخ، المواد المستخدمة، والهدف من التصميم. ومن خلال استخدام الألوان بشكل مدروس، يمكن للمعماريين المساهمة في خلق مباني أكثر استدامة وصحية.
دمج الألوان في العمارة: فن خلق التناغم والجمال
يعتمد ذلك على نظرية الألوان وعلم النفس، وهذا الفن يساعد المعماريين والمصممين الداخليين على إبداع فضاءات جذابة ومتوازنة،أهم هذه الادوات:
ولا يقلل هذا من أهمية العوامل الأخرى في اختيار الألوان مثل:
وهناك مفهوم المرونة في الألوان، حيث يتم اختيار ألوان قابلة للتغيير(مثل الدهانات الحساسة للضوء، الألواح الزجاجية الذكية، الإضاءة الديناميكية، أو الأقمشة الحساسة للحرارة) تتيح إمكانية تكييف الفراغات الخاصة وفقًا للوظيفة أو المناسبة.
مشاريع معمارية تستخدم الألوان حيث يلتقي الجمال بالاستدامة (على سبيل الذكر لا الحصر):
1- منزل لويس باراغان كاسا جيلاردي-مدينة مكسيكو-:
يشتهر هذا المنزل بألوانه النابضة بالحياة، وخاصة الأزرق الغني والأحمر والأصفر الذي يثير الدفء والسكينة، وهي السمة المميزة لعمل باراغان.
تعمل الألوان على إبراز النقاء المكاني، والتأكيد على العناصر المعمارية، وخلق تجربة صدى عاطفية.
يؤكد نهج باراغان على قدرة اللون على استحضار استجابات قوية وشخصية داخل المساحات المعمارية.
2- جسر High Trestle Trail في ولاية آيوا-الولايات المتحدة الأمريكية-:
يتميز الجسر بسلسلة من الإطارات الزرقاء المضاءة بمصابيح LED والتي تخلق تأثيرًا بصريًا سرياليًا وجذابًا في الليل.
يعزز اختيار اللون الأزرق الشعور بالهدوء والمساحة الواسعة على طول الجسر، مما يعزز تجربة الحركة والعمق عبر بنيته، يوضح هذا الاستخدام للألوان كيف تعمل الإضاءة والألوان معًا لخلق تأثير بصري ديناميكي، وخاصة في المنشآت العامة.
3- المركز التعليمي في "El Chaparral"-إسبانيا:
استخدم أليخاندرو مونوز ميراندا اللون في مبنى المدرسة هذا لتحديد المناطق وإنشاء بيئة دافئة وجذابة للأطفال.
تساهم درجات اللون البرتقالي والأصفر في المبنى في خلق جو إيجابي وحيوي، مما يدل على قوة اللون في تعزيز كل من الوظائف والاستجابة العاطفية في مساحات التعلم.
4- مسجد الشيخ زايد الكبير-الإمارات العربية المتحدة:
يتميز هذا المسجد بتفاعل بين الأبيض والأزرق والذهبي، يرمز إلى النقاء والروحانية.
يتميز الجزء الخارجي من الرخام الأبيض والبلاط الأزرق الغني بتفاصيل ذهبية، مما يخلق مظهرًا مهيبًا وهادئًا، ويعزز الضوء والظلال هذه الألوان، مما يعطي أجواءً عاكسة وسلمية تتوافق مع الوظيفة الروحية للمسجد.
5- حديقة الأزهر- القاهرة- مصر:
في هذه الحديقة الحضرية الكبيرة، تلعب الألوان الطبيعية المستوحاة من المناظر الطبيعية والهندسة المعمارية التراثية للقاهرة دورًا مهمًا.
يتوازن استخدام الحديقة للخضرة والهياكل ذات الألوان الترابية مع الأنماط التقليدية والتصاميم الهندسية الإسلامية، مما يخلق مساحة هادئة تعكس الجذور الثقافية والتاريخية للقاهرة. مزجت هذه الحديقة بين ترميم المكونات التقليدية والجماليات البيئية.
6- دار الأوبرا السلطانية مسقط- عُمان:
صُممت دار الأوبرا بتوازن بين الألوان الترابية مثل البيج والأصفر، وتدمج مواد محلية تنسجم مع البيئة الصحراوية.
يستخدم التصميم الداخلي الغني الألوان الحمراء والخضراء والذهبية، مما يعكس تراث وتقاليد عُمان، تؤكد الألوان في هذا الهيكل على الهوية العمانية وتعكس الأناقة المتوقعة من معلم وطني.
7- العمارة المغربية - في مدن مثل مراكش وفاس ومكناس:
تتضمن العمارة المغربية درجات اللون الأزرق والأخضر النابضة بالحياة، والفسيفساء المعقدة بالبلاط الأحمر والأصفر.
تمتلئ المناظر الطبيعية لهذه المدن بدرجات ألوان نابضة بالحياة على خلفيات محايدة، مما يخلق تواصلاً بصريًا يتردد صداه مع المناظر الطبيعية والثقافة المغربية.
غالبًا ما تستخدم الهندسة المعمارية في هذه البلاد ألوانًا ذات معنى رمزي، مثل الأخضر للطبيعة والأزرق للروحانية، والتي تظهر بشكل بارز في أعمال البلاط والساحات.
يوضح كل من هذه الأمثلة كيف يمكن للألوان في الهندسة المعمارية تعزيز الوظائف، وتأسيس الحالة المزاجية، وتعميق تفاعل المستخدم مع الفراغات، سواء من خلال الألوان النابضة بالحياة، باللدفء، بالطاقة، أوالنغمات الباردة للهدوء، وكذلك للتعبير عن الهوية الثقافية والانسجام الطبيعي والاتصال بالرمزية الدينية والتاريخية.
ختامًا:
الألوان في العمارة هي أداة متعددة الأبعاد قادرة على تشكيل تجربة حسية ونفسية متكاملة داخل الفضاء المعماري، بدءًا من تعزيز الراحة النفسية وحتى التعبير عن الهوية الثقافية، حيث تلعب الألوان دورًا حيويًا في تجسيد رسالة المبنى وتفاعله مع محيطه ومستخدميه.
ومن خلال التجارب المعمارية العالمية والعربية، نستطيع أن نلمس كيف نجحت الألوان في كثير من الأحيان في خلق روابط عميقة بين الهندسة المعمارية والأفراد والمجتمعات، ومع استمرار تطور التقنيات في التصميم المعماري، يمكننا أن نتوقع المزيد من الابتكارات في استخدام الألوان، مما يجعل العمارة ليست فقط محصورة بين جدران صماء، بل قصصًا حية تنبض بالألوان والمعاني.
شكراً للمتابعة
Construct vision team
YOU MIGHT LIKE
NEWSLETTER
Subscribe to our mailing list to get the new updates.
If you need specialized advice, do not hesitate to contact us via our email or fill out the form for our mailing list to send you all the latest news
info@construct-vision.net